اعتمد فلاسفة الاغريق في تعريف
الجمال على عبارات كمية ومكانية.
فجمال الموسيقا ــ عندهم ــ انتظام
في الأصوات، وجمال الفن التشكيلي ــ انتظام في النسب([7]).
وهو ما تمت الإشارة إليه في بيان
الاتجاه الموضعي الذي اعتمده فلاسفة الاغريق في تفسيرهم للجمال.
جيم: تعريف علم الجمال عند العرب
إن من الملاحظ في أدبيات العرب قديما
وحاضراً استخدامهم الألفاظ الدالة على معنى الجمال وتغلغله في نفس الشخص العربي ــ
مع اختلاف الزمان والمكان ــ.
في البادية أو المدينة ولعل استخدام
الشعراء العرب للغزل في مقدمة قصائدهم التي تفاوتت في المقاصد بين الهجاء والمديح
والرثاء وغيرها على ضرورة تتويجها بأبيات الغزل الكاشفة عن تمتع الناظم عن الحس
الجمالي واستئناسه بالجمال.
(ومهما يكن من أمر فإن الجمال متميز
بأنه إدراك لقيمة، وهو إدراك إيجابي ماثل أمام الشخص المدرك ويتضمن إخراجاً للفرحة
الباطنية الذاتية إلى هذا الشيء الخارجي ليصفها إليه ويضفيها عليه وكأنه جزء منه.
فإدراك الجمال هو لقيمة أضفتها إلى
الأشياء الواقعية من نماذجنا الروحية المثالية وأن الإدراك الجمالي يعد بداية لكل
دراسة للجمال)([8]).