وقد قدم لنا الحاكم في رده لهذا
الوهم والزيف حقيقة مهمة إذ يكشف بأسلوب مهذب أصل هذا الخبر ومحل صدوره وهو مصعب
بن عبد الله، الذي سنتوقف معه لنستنطقه في معرفة الأسباب التي دعته لخلق هذا الوهم
ونشره بين المسلمين.
سادساً: مناقشة قول
الحافظ ابن حجر العسقلاني
أما قول ابن حجر فقد نقله عن الزبير بن بكار حكاية ثم أتبعه بقوله: «وقال
الزبير عن عمه مصعب قال: جاء الإسلام وفي يد حكيم الرفادة وكان يفعل المعروف ويصل
الرحم ويحض على البر([120]).
وهذا يكشف أنّ هذه الأقوال نابعة عن مصعب بن عبد الله الذي وصف عم أبيه
بأنه أحد سادات قريش في الجاهلية والإسلام.
إذن: يكمن نشر هذا الادّعاء، أي ولادة حكيم بن حزام في جوف الكعبة في
شخصيتين وهما:
1ــ الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب الزبيري.
2ــ وعمه، مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري.
واللذان يعود نسبهما إلى عبد الله بن الزبير بن العوام.
وهو ما سنتناوله في المبحث الآتي.
[119] المستدرك على الصحيحين
للحاكم النيسابوري: ج3، ص483.