نام کتاب : الإمام الحسين بن علي عليهما السلام أنموذج الصبر وشارة الفداء دراسة ومقارنة نویسنده : مهدي حسين التميمي جلد : 1 صفحه : 18
سبق ذكره عن نهي السيد المسيح لأحد تلاميذه
عن التعرض بالقوة لمن تجرأ عليه، وإن في المشهد التالي لما جرى بين والد الإمام الحسين
عليه السلام (علي بن أبي طالب) (عليهما السلام) وقاتله ما فيه دالة الحلم
المتناهي، فإنه لما ضرب ابن ملجم الخارجي الإمام عليّاً عليه السلام تلك الضربات
القاتلة بسيف مسموم عند صلاة الصبح في مسجد الكوفة وجيء به مكتوفاً وقد أقبل به الإمام
الحسن بن علي على أبيه عليهما السلام، وقال له: هذا هو عدو الله وعدوك ابن
ملجم قد أمكن الله منه وقد حضر بين يديك، فتح الإمام علي عليه السلام عينيه
ونظر إليه وهو مكتوف وسيفه معلق في عنقه فقال له بضعف وانكسار صوت ورأفة ورحمة:
&يا هذا لقد جئت عظيماً..، وخطباً جسيماً، أبئس الإمام
كنت لك حتى جازيتني بهذا الجزاء؟ ألم أكن شفيقا عليك وآثرتك على غيرك وأحسنت إليك
وزدت في عطائك؟ ألم أكن يقال لي فيك كذا وكذا فخليت لك السبيل ومنحتك من عطائي؟
وقد كنت أعلم أنك قاتلي لا محال، ولكن رجوت بذلك الاستظهار من الله تعالى عليك
يالكع فغلبت عليك الشقاوة فقتلتني يا شقي الأشقياء&، فدمعت عينا ابن ملجم
وقال: &يا أمير المؤمنين: &أفأنت تنقذ من في النار&، قال له: صدقت،
ثم التفت إلى ولده الحسن وقال له: &أرفق يا ولدي بأسيرك، وارحمه، وأحسن إليه
وأشفق عليه، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أم رأسه وقلبه يرجف خوفاً وفزعاً؟،
فقال له الحسن: &يا أباه قد قتلك هذا اللعين.. وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا
بالرفق به؟، فقال: &نعم يا بني نحن أهل البيت لا نزداد على الذنب
نام کتاب : الإمام الحسين بن علي عليهما السلام أنموذج الصبر وشارة الفداء دراسة ومقارنة نویسنده : مهدي حسين التميمي جلد : 1 صفحه : 18