نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 97
إن تصدي أي مسلم للدفاع عن
الحسين عليه السلام، لإمامته، أو لعصمته، أو لخلافته لله ولرسوله ولنحو هذه
العناوين والمناصب أمرٌ مفهوم جداً، وللقائم بهذا العمل الجليل منزلة قُرْبٍ من
الله سبحانه؛ لأنه في الواقع يدافع عما يتعلق بالله ورسوله مباشرةً، لأنّ الحسين
عليه السلام هنا ــ بحسب هذه العناوين ــ يمثل الله ورسوله فالعدوان عليه عدوان
على الله ورسوله مباشرة، ولعله من هنا ورد إن محاربة الحسين عليه السلام ــ وبقية
البيت النبويّ الطاهر ــ إنما هي محاربة لله ورسوله، فهذا الترمذي ينقل في صحيحه
قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين ــ صلوات الله
عليهم أجمعين ــ:
«أنا حرب لمن حاربتم، وَسِلْمٌ لِمَنْ سالمتم»([80]).
أما الدفاع عن الحسين عليه السلام بما أنه ولد رسول الله ونجله وسبطه.
فهل لهذا الدافع بهذا الحد والإطار من الفضل والأثر عند الله سبحانه ما
يقتضي من المرء بذل النفس والنفيس في سبيله، والسعي لنيل رفيع الدرجات من خلاله.
الجواب وببساطة: نعم، إنه لكذلك.
لا ريب أن كلّ مسلم يُسَلِّمُ ويلتزم بأنّ أي عدوان على رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم وأي انتهاك لحرمته إنما هو انتهاك لحرمة الله تعالى وتقدس
وهذا يعدل الكفر ويورث الخلود في النار الكبرى.
ذلك أن شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكاملة في الأمة إنما
هي خلافة الله تعالى في الأرض وكونه نبيه ورسوله فأي تعاملٍ معه إنما يكون ضمن هذا
الحيز وفي هذا الإطار فلا يمكن التعامل معه صلى الله عليه وآله وسلم في دائرة
عنوان مستقل لا يحمل هذا الأثر ولا يدخل في هذا المجال، فلا يمكن معاملته كباقي أفراد
الأمة أبداً.
[80] راجع: صحيح الترمذي: ج2، ص319؛ صحيح ابن ماجه: ص14؛
مستدرك الصحيحين للحاكم: ج3، 149؛ أسد الغابة لابن الأثير: ج5، ص523؛ كنز العمال
للهندي: ج6، ص216؛ وغيرها مما تجد ذكره في فضائل الخمسة من الصحاح الستة للفيروز
آبادي: ج1، ص251.
نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 97