فدائية أبناء علي عليه السلام

صورتان تبادرتا إلى الذهن:

صورة أخوة يوسف عليه السلام وهم أخوة نبي وأبناء نبي وأحفاد نبي ووالد جدهم النبي إبراهيم أبو الأنبياء ورسالته منشعب الرسالات وأصلها.

عاشوا في هذه الأجواء وبين وصايا هؤلاء الآباء الذين انبعثت الهداية منهم إلى القريب والبعيد، وما عصمتهم حتى سقطوا في حبالة الشيطان لامتحان بسيط بسيط، وهو أن والدهم يحب أخاهم الصغير أكثر منهم مع أنهم كبار السن.

والحب للصغير من الأولاد شأن بشري عام غير مختص بأبيهم، وعلى هذا فطر الناس، لكنهم تزلزلوا من هذا الحب، ولأجله أوقعوا كارثة عظيمة في أسرتهم.

سلبوا أخاهم من دار نشأته وأمانه وهناءته، وألقوه في بئر عميقة لا يستطيع الخروج منها، فإما أن يموت جوعاً أو غرقاً أو تعباً، وهان عليهم أن يأخذه أغراب إلى مكان ناءٍ بعيد ويتناقلوه ببيع وشراء واستخدام واستعباد وحرموا منه أمه وأباه وبقية أخوته وأقاربه وجيرانه وأوقعوا الحسرة والأسف والألم والحزن العميق في قلوبهم وأجروا منهم دموعهم حتى عمي والدهم من البكاء ولم يعالجوا المشكلة لعشرات من السنين حتى أذن الله سبحانه بالفرج.

وهناك أمثلة للأخوّة أقل بشاعة من هذه الحادثة.

وهناك أمثلة للأخوّة المتعارفة كما نجد أمثلة تفيض جمالاً وكمالاً،