وعقد السيد المقرم لهذا المعنى فصلاً في كتابه: العباس عليه السلام([140])،
فنبه بالخصوص للكرامة الرابعة التي ألّف بسببها كتاباً بقلم من رُزق شرف تلك
الكرامة وهو السيد سعيد الخطيب ــ رحمه الله تعالى ــ.
والحقيقة أن ما يمكن أن يُذكر في هذا المجال أكثر من أن يحصى وأبو الفضل
معروف بهذا عند شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما هذا إلا لما ظهر لهم
ظهوراً بيناً ومتعدداً من كرامات أبي الفضل، وقد حصل معي شخصياً ما هو في هذا السياق.
ولا شاهد على علو مقام أبي الفضل عليه السلام عند الله جل وعلا وعند
المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام وعند شيعتهم ــ تبعاً لهم ــ في زماننا هذا
أبرز من أن يعرّج المرء ليلة الجمعة من كل أسبوع ليرى توافد الشيعة من كل حدب وصوب
من أرجاء العراق، ومن جهات عِدّة من المعمورة، على كربلاء، معلنة الولاء لأبي
الفضل، وذاكرة لمواقفه الجليلة، ومتقربةً به إلى الله سبحانه، ومصممةً على انتهاج
سبيله بعد اعتقادها بصحة كل طريق يسلكه أبو الفضل.
بل لو حضر المرء الزيارات المخصوصة الست من كل عام لرأى الجموع المليونية
وهي تملأ أرجاء كربلاء المقدسة وسككها وتشير بالسلام على أبي الفضل من بعيد قلباً
وقالباً:
(أشهد لك بالتسليم
والتصديق، والوفاء والنصيحة، لخلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم المرسل، والسبط
المنتجب، والدليل العالم، والوصي المبلغ والمظلوم المهتضم، فجزاك الله عن رسوله،
وعن أمير المؤمنين، وعن الحسن والحسين، أفضل الجزاء بما صبرت واحتسبت وأعنت فنعم
عقبى الدار).
[139] كتاب حجر وطين للشيخ محمد تقي الفقيه: ج3، ص20، وما
بعدها.
[140] راجع: العباس عليه السلام للسيد المقرم: ص239.
نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 137