عدم شربه لا يغني عن الإمام شيئاً، ولا يؤثر أثراً.
إلاّ أنها النفس الكبيرة، وتعظيم عنوان الإمام، وابن رسول الله.
إنها الأخوّة، والمحبّة، والوفاء، ومكارم الخصال التي تجذرت في نفس أبي الفضل. إنها المواساة والإيثار.
فرع من شجرة علي بن أبي طالب.
إذ سبقه أبوه في هذا الخلق وهذا الإيثار وهذه المواساة، وهذه المفاداة والتضحية.
لقد نام على فراش أخيه النبي ليلة الهجرة كي ينجو النبي ودين الله وتتحقق إرادة الله ورسوله في الأرض وليكن ما يكون.
ما تركه في صغيرة ولا كبيرة قط. معه في كل محنة وفي كل مفترق.
وفي أحد فرّ عن النبيّ جميع من معه غير علي عليه السلام وأبي دجانة الأنصاري ثم أصيب أبو دجانة فلم يبق إلى جنبه غير علي عليه السلام يردّ عنه صولة العدا.
فقال جبرئيل عليه السلام للنبي:
«يا محمّد إنّ هذه هي المواساة».
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
«إنّ علياً منّي وأنا منه»([120]).
فنادى جبرئيل عليه السلام:
«لا فتى إلاّ علي، ولا سيف إلاّ ذو الفقار»([121]).
كما نقل عن الإمام الوصي عليه السلام أنّه عُرِضَ عليه حلوى ــ فالوذج ــ أيام خلافته فمدّ يده ثم قبضها، فقيل له في ذلك فقال:
«ذكرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
[120] بحار الأنوار للمجلسي: ج20، ص108.
[121] المصدر نفسه: ج20، ص105.