والخصوصية الأخرى لهذا السيد المجاب هي إننا نرى الزائر لقبر سيد الشهداء عليه السلام لا يذكر من أولئك الملوك والعلماء وغيرهم من المدفونين في جوار أبي عبد الله عليه السلام في أثناء زيارته أحداً لا في زيارة ولا في دعاء إلا نادراً، ولكن الحال مع السيد إبراهيم المجاب يختلف كليّاً، فالزائر لا يكاد يرى بأن زيارته قد تمت أو تقبلت منه ما لم يمر بقبره زائراً ومسلماً وإلى الله داعياً وبه إلى الله متوسلاً ومتقربا.

فهو عليه السلام قد تساوى مع أنصار الحسين عليهم السلام بتلك الخصلتين فقبره مشيد بارز ظاهر مثل قبورهم عليهم السلام، وقبره محط رحال الزائرين وموقف من مواقف الداعين والمتوسلين شأنه في ذلك شأن أنصار أبي عبدالله الحسين عليهم السلام.

ومن هذه الخصائص وغيرها نكتشف عظمة هذه الشخصية وما لها من منزلة عند الله سبحانه وتعالى وعند الإمام الحسين عليه السلام والتي تجلت بنحو واضح في سلامه على الإمام الحسين عليه السلام وردّ الإمام عليه بشكل سمعه الناس في حادثة مشهورة، فكشف الغطاء عنه دليل على رفعة مقامه المعنوي وكماله الذاتي.