نام کتاب : دلالة الصورة الحسية في الشعر الحسيني نویسنده : صباح عباس عنوز جلد : 1 صفحه : 54
لوجدنا أن بعضاً من القصائد الشعرية الحسينية تغلغلت في
الوعي الجمعي فتجاوزت بعض ما خلّفه بنتاؤور المصري أو طاغور الهندي او جوته
الالماني أو ما يكوفسبكي الروسي اوالمتنبي واضرابهم.
فالقاعدة عريضة بسبب التذوق الشعري والاكتشاف
والارتياح للصورة الحسية الحسينية ودلالالتها في النفس وما تحمله من صدق الموضوع
ومثال على ذلك القصيدة الميمية للفرزدق والتائية لدعبل والبائية للهندي واللامية
للحلي والعينية للجواهري وهكذا فقد سكنت مثل هذه القصائد ذائقة المتلقي اكثر من
شعر اصحابها، وكأنهم كتبوا هذه القصائد فحسب.
وثمة فائدة أخرى للصورة فوظيفتها التمثيل الحسي للموقف، وترتبط هذه
الوظيفة حتماً بالشعور المسيطر على الشاعر([122])، وكلما كانت الصورة أكثر ارتباطاً بذلك
الشعور كلما كانت أقوى صدقاً وأعلى فنا([123])، وإذا لم يستطع الشاعر ربط العمل الحسي الذي
يراه بجوهر شعوره فأن موقفه في أزاء الفكرة يضعف ([124])،
بمعنى أنه لا يمكن أن يمثلها، لذا يحرص الشاعر على نقل شعوره صادقاً إلينا، حين يتعايش
بقوة مع الحدث، فكيف إذا كان هذا التعايش عقائدي كالايمان بقضية الحسين (عليه
السلام)، من هذا الباب تكون القصائد الحسينية المعبّرة عن الدلالة، عميقة الصورة.
يقول
الشاعر ضرغام البرقعاوي، في صورة حسيّة ملونة رسمتها المجازات العقلية والاستعارات:
كيف ترتاعُ
في الدما الكبرياء
[122]
ظ: النقد الأدبي الحديث، محمد غنيمي هلال /444.