responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي    جلد : 1  صفحه : 84
9. الواقعية

ترتبط القيم الإسلامية بالواقع وامكانياته وفي الوقت نفسه الوصول إلى ما ينبغي ان يكون عليه هذا الواقع، فهي تتعامل مع الحقائق الموضوعية ذات الوجود الحقيقي المستيقن والاثر الواقعي الايجابي، لا مع تصورات عقلية مجردة ولا مثاليات لا مقابل لها في عالم الواقع، وهي تراعي الفطرة والتكوين الإنساني عن طريق الاستجابة للنزعات الفطرية والطبيعية في الإنسان.

10. العمق

القيم الإسلامية لا تسند على فكراً سطحي أو هامشي بل تسبر غور الاشياء دون الوقوف عند حد الامور الجزئية او الاكتفاء بالنظر الى الظواهر نظرة بسيطة وسطحية. ([224])ويبدو ذلك واضحاً في قوله تعالى:

(فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ)(الطارق: 5).

تعقيب

لقد انتهت بعض الفلسفات الغربية إلى تفتيت القيم وتشتتها عن طريق النزعة التاريخية والنزعة الاجتماعية اللتين تجعلان المجتمع أو التأريخ المصدر الوحيد للقيم. والأمر نفسهُ بالنسبة لمذهب المنفعة الذي جعل المنفعة أساساً لعملية التقويم. فما ينفع هذا الفرد قد لا ينفع فرداً آخر. وهكذا تشتتت الأخلاقية في النسبية فأصبحت القيم عبثاً وانعكاساً للأمر الواقع ولأزمة الحضارة. إذ إنّ القيم الأخلاقية تفقد قوتها الإلزامية إذا كانت نسبية، فالنسبية تُزيل عن القيم قدسيتها وقوتها الإلزامية.

في حين الفلسفة الإسلامية ترى بأنّ الواقع لا يمكن أن يكون مصدراً للقيم الأخلاقية، وهذا عكس ما تراه الفلسفة البرجماتية والمذاهب النفعية الأخرى ومذهب علماء الاجتماع الغربيين في الأخلاق، فكلّ هذه المذاهب ترجع مصدر القيم الأخلاقية إلى الواقع كما يتجلّى في المنفعة أو المردود العملي أو المجتمع، فالمذاهب النفعية يرجع معيارية الفعل الأخلاقي إلى الميول والرغبات، فهو ينظر إلى الطبيعة البشرية نزوعاً لتحقيق أكبر قدر ممكن من اللذة والمنفعة، والأمر نفسه بالنسبة للمذهب البرجماتي الذي جعل


[224]. احمد، لطفي بركات: القيم والتربية، المصدر السابق، ص106.

نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست