responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي    جلد : 1  صفحه : 34
وقد حددت الوراثة بأنها مشابهة الفرع لأصله، ولا تقتصر هذه المشابهة في المظاهر الشكلية وانما تشمل الخواص الذاتية، والمقومات الطبيعية، كما نص على ذلك علماء الوراثة وقالوا: أن ذلك أمراً بيناً في الكائنات الحية جميعها، فبذور الفاصوليا تخرج الفاصوليا، وبذور القطن تخرج القطن وهكذا، فالفرع يحاكي أصله ويساويه في خواصه، وأدق صفاته احياناً، ويقول(مندل) في هذا الخصوص: (إن كثيراً من الصفات الوراثية تنتقل بدون تجزئة او تغير من أحد الاصلين أو منهما إلى الفرع).([86])

وتاسيساً على ذلك فأن الأبناء يرثون الوالدين في خصائصهم وصفاتهم الجسمية والعقلية والنفسية، وكذلك يرثون أجدادهم في بعضها، وفي هذا الصدد يقول فاخر عاقل: (أن وراثة المولود لا يحددها ابواه المباشران فقط بل هو يرث من جدوده وأباء جدوده وجدود جدوده وهكذا)([87]) وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام انه قال:

(أن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يخلق خلقاً جمع كل صورة بينه وبين أبيه إلى آدم، ثم خلقه على صورة أحدهم، فلا يقولن أحد هذا لا يشبهني ولا يشبه شيئاً من آبائي)([88]).

ولقد أكد رسول الله (صلى الله عليه وآله) دور الوراثة في نقل الصفات الجسمية والخلقية وذلك من خلال تأكيده حسن الاختيار في الزواج فقال:

(تخيروا لنطفكم فأن العرق دساس)([89]).

ومصطلح العرق يقابله في الاصطلاح المعاصر مصطلح الجينات ()، وتحذير الرسول (صلى الله عليه وآله) من العرق الدساس ناتج من أن الصفات النفسية والروحية والخلقية تنتقل بالوراثة، أو يكون العامل الوراثي خالقاً للاستعداد في نفس الوليد للاتصاف بصفة من الصفات التي


[86]. القريشي، باقر شريف: حياة الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام)، ط1، بيروت، دار البلاغة، 1993، 33: 1.

[87]. عاقل، فاخر: علم النفس التربوي، المصدر سابق، ص36.

[88]. الصدوق، ابو جعفر محمد بن علي: علل الشرايع، النجف، المكتبة الحيدرية، 1385هـ، ص103.

[89]. الكاشاني، محمد بن المرتضى الفيض: المحجة البيضاء، ط2، قم، جامعة المدرسين، د. ت، 93: 3.

نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست