responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي    جلد : 1  صفحه : 132
ثالثاً: علاقة الإنسان مع الآخرين

لم تقتصر التربية الإسلامية على بناء علاقة الإنسان مع ربه ونفسه فحسب وإنما توسعت بذلك لتشمل الآخرين وذلك لان الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة، لذا نجدها تؤكده على أن لا يمارس حقوقه على نحو يمس بحقوق غيره وذلك من خلال تنظيم العلاقة بينهما. إذ تعد دراسة القيم ضرورة لازمة على المستويين الفردي والجماعي، فعلى المستوى الفردي نجد أن المرء في تعامله مع الأشخاص والمواقف والأشياء بحاجة إلى نسق ونظام للقيم يعمل بمثابة موجهات لسلوكه ودوافع لنشاطه، وبديهي أنه إذا غابت هذه القيم أو تضاربت فأن الإنسان يغترب عن ذاته وعن مجتمعه ويفقد دوافعه للعمل ويقل إنتاجه. أما على المستوى الجماعي فأن أي تنظيم جماعي بحاجة إلى نسق للقيم يشابه تلك الأنساق القيمية لدى الفرد يضمنه أهدافه ومثله العليا التي عليها تقوم حياته ونشاطاته وعلاقاته، فإذا ما تضاربت هذه القيم ولم تتضح فأنه سرعان ما يحدث الصراع القيمي والاجتماعي الذي يدفع بالنظام الاجتماعي إلى التفكك والانهيار. ([328]) فقامت التربية الإسلامية بتحديد مجموعة من التزامات الفرد اتجاه غيره، فبدأت بمن يحيطون به والمقربين منه، فأمرته بضرورة الإحسان إلى والديه وطاعتهما إذ قال تعالى:

(وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الإسراء: 24).

كما أكد الإسلام على أن لا يشمل الإحسان الوالدين فقط وإنما أيضاً الاقربين إذ قال تعالى:

(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى)(النساء: من الآية36).

كما أوجب الإسلام احترام حياة الأولاد وأداء حقوقهم كاملة قال تعالى:

(وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ)(الأنعام: من الآية151).

وقد وسع الإسلام علاقة الإنسان مع الآخرين لتشمل الجار، وعد


[328]. زاهر، ضياء: المصدر السابق، ص9.

نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست