responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي    جلد : 1  صفحه : 118
السامية، وأستحقار ما يجود به الإنسان عند العطية والاستخفاف بأوساط الأمور وطلب الغايات والتهاون بما يملكه وبذل ما يمكنه من غير امتنان ولا اعتداد به)([287]). ولقد وردت كلمة العز والعزة في آيات عديدة في القرآن الكريم منها قوله تعالى:

(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)(المنافقون: من الآية8).

أي له العزة والغلبة سبحانه وقوله تعالى:

(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً)(فاطر: من الآية10).

ومن أبرز الصفات التي أتصف بها الإمام الحسين عليه السلام الإباء عن الضيم حتى لقب (بأبي الضيم) وهي من أعظم ألقابه ذيوعاً وانتشاراً بين الناس فقد كان المثل الأعلى لهذه الظاهرة، فهو الذي رفع شعار الكرامة الإنسانية ورسم طريق الشرف والعزة، فلم يخنع، ولم يخضع فها هو يصرح لأخيه محمد بن الحنفية مجسداً ذلك الآباء بقوله عليه السلام:

(يا أخي ! والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت ليزيد بن معاوية)([288]).

وآثر الموت تحت ظلال الأسنة على العيش ذليلاً مسلوب الإرادة فوقف صارخاً بوجه جحافل الشر والظلم قائلاً عليه السلام:

(والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر إقرار العبيد إني عذت بربي وربكم أن ترجمون)([289]).

لقد تجلت صورة الثائر المسلم بأبها صورها وأكملها في أباء الإمام الحسين عليه السلام يقول ابن أبي الحديد بهذا الصدد وهو يصف الإمام الحسين عليه السلام: (سيد أهل الإباء الذي علم الناس الحمية، والموت تحت ظلال السيوف اختياراً على الدنية أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب


[287]. بن عدي، ابن زكريا يحيى: تهذيب الأخلاق، القدس، مطبعة دير مرقس للسريان، 1930، ص30.

[288]. المجلسي، محمد باقر: المصدر السابق، 329: 44.

[289]. الطبري، ابو جعفر محمد بن جرير: المصدر السابق، 330: 4/ الأمين، السيد محسن: المصدر السابق، 602: 1.

نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست