responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي    جلد : 1  صفحه : 116
خلق الشجاعة، يصدر منه: الكرم، والنجدة، والشهامة، وكبر النفس، والاحتمال، والحكم، والثبات، وكظم الغيظ، والتودد، والوقار، وامثالها) وعدها الغزالي من أمهات الأخلاق وأصولها فضلاً عن الحكمة والعفة والعدل. ([281])

ولقد كان الإمام الحسين عليه السلام يتسم بهذه القيمة، فحينما نرجع بالتاريخ إلى الوراء نجد إن للإمام الحسين عليه السلام بطولات نادرة في الفتوحات الإسلامية، ففي عهد الخليفة عثمان بن عفان، قد التحق بالجيش الإسلامي، للفتح في أفريقيا، وكان الجيش بقيادة عقبة بن نافع بن عبد القيس، كما شارك الإمام الحسين عليه السلام في حروب المسلمين مع الفرس في طبرستان وجهاتها، والجيش بإمرة سعيد بن العاص. ([282])ثم في حروب الإمام علي عليه السلام الثلاثة الجمل وصفين والنهروان، إلا إن كل تلك الحروب مهما بلغت من القوة والأصالة فإنها لا تبلغ شجاعته يوم عاشوراء، تلك التي كانت آية رائعة في تاريخ الإنسانية بلا شك، إذ لم يشاهد الناس في جميع مراحل التاريخ أشجع ولا اربط جأشاً، ولا أقوى جناناً من الإمام الحسين عليه السلام فقد وقف يوم الطف موقفاً حير فيه الألباب، وأخذت الأجيال تتحدث بإعجاب واكبار عن بسالته وصلابة عزمه فيقول العقاد بهذا: (ليس في بني الإنسان من هو أشجع قلباً ممن اقدم على ما اقدم عليه الحسين في يوم عاشوراء)([283]).

لقد تحدى أبو الأحرار ببسالته النادرة الطبيعة البشرية فسخر من الموت وهزأ من الحياة، وقد قال لاصحابه حينما أمطرت عليه سهام الأعداء:

(قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابد منه، فأن هذه السهام رسل القوم إليكم. . . ).

فقد كان يعلم عليه السلام انه مقتول لا محالة إلا إن ذلك لم يمنعه من أداء واجبه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم يرتعد قلبه خوفاً من


[281]. الغزالي، ابو حامد: أحياء علوم الدين، المصدر السابق، 1437: 8.

[282]. الحسني، هاشم معروف: سيرة الأئمة الاثنى عشر، بيروت، دار التعارف، 1990، 16: 2.

[283]. العقاد، عباس محمود: أبو الشهداء، ص46، شبكة الشيعة الاسلامية.

نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست