نام کتاب : القيم التربوية في فكر الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : حاتم جاسم عزيز السعدي جلد : 1 صفحه : 11
الإيمان والعلم والخلق والعمل الصالح بصورة
متلاحمة منسجمة. ([24])كما تؤكد التربية الإسلامية أهمية التمسك
بالقيم الروحية والخلقية فضلاً عن حرية الفكر والانفتاح على المصادر المختلفة
للثقافة وأن تنمي في الفرد قدرات ومهارات واتجاهات معينة مثل العمل بروح الفريق
وتغليب المصلحة المشتركة وكذلك أهمية العمل. ([25])
وإذا كانت
القيم الخلقية التي تشكل في ضوئها أهداف التربية الخلقية تختلف من مجتمع إلى آخر
إذ اختلف الفلاسفة فيما بينهم في تفسيرها، ففسرها بعضهم تفسيراً بيولوجياً ومنهم
من فسرها تفسيراً اجتماعياً، واختلفوا ايضاً في معنى الحق والخير فأصبحت لهم فيها
مذاهب متعددة وأراء مختلفة لا تستند إلى اصل ثابت ومنبع واحد، فنرى كونفوشيوس
يؤمن بان المرء يولد مفطوراً على الخير وفي ذلك يقول: ((إن الناس يولدون
خيرين سواسية بطبيعتهم، وكاُنهم كلما شبوا اختلف الواحد منهم عن الآخر تدريجياً
وفق ما يكتسب من عادات))([26])، في حين على العكس من ذلك نجد ان جون
لوك يجد إن (التربية هي أساس الأخلاق وليست الفطرة). ([27]) ويرى اوجست كونت إن
الأخلاق (عملية وضعية، نسبية متغيرة ليست مطلقة، اجتماعية ليست فردية، منهجية
ليست تلقائية) ([28]). إلا أن هذا الاختلاف لا محل له في الإسلام،
فالقيم الخلقية في الإسلام يصورها القران الكريم، وقد تشكلت بصورة حية في أخلاق
الرسول (صلى الله عليه وآله)، وعلى هذا، فلا اختلاف ولا مذاهب شتى في القيم
الخلقية المستمدة منها فقد سئلت عائشة، عن خلق الرسول فقالت (كان خلقه القران).
([29]) وبما إن الفكر انعكاس صادق لحياة الجماعة
الإنسانية، فان نوعه يتحدد بنوع هذه الحياة وبالإطار العقائدي