وموقف ثالث لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن ميمون، عن شيبان بن مخرم، وكان عثمانياً قال:
إنا لنسير مع علي رضي الله عنه، إذ أتى كربلاء، فقعد على تل، فقال: يقتل في هذا الموضع شهداء الأشهداء([87]).
ويكفي للقطع بأن شهداء الطف ليس كمثلهم شهداء مطلقاً ما ورد في قول الإمام الحسين عليه السلام من إطلاق في مدحهم حيث قال:
(لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي).
لشمول تفضيلهم فيه على من سبقهم ومن يأتي بعدهم([88]).
فهذه الكلمات المقدسة شملت كل شهداء كربلاء، دون تمييز أو تبعيض، شملت العبيد والأحرار، والأسود والأبيض، بل الصغير والكبير، فنعم عقبى الدار.
[86] - المعجم الكبير للطبراني: ج 3 ص 111 ح 2826.
[87] - مثير الأحزان: ص 61.
[88] - أبصار العين: ص 12.