المقدمة
يعجز القلم ويحتار لبُّ الكاتب وتنحني الأوراق إجلالاً أمام نور السبط الشهيد، هذا الوجود المقدس الذي شهدت له آية التطهير بالعصمة والطهارة حيث تقول:
(( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا))([1]).
وهذا الشموخ الروحي الذي يرغم النفوس على محبته دون أن تقول آية المودة:
((قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى))([2]).
وهذه الحجة التي حاجج بها جده المصطفى في يوم المباهلة, وهذا الإمام المفترض الطاعة الذي فرضت طاعته آية أولي الأمر في نصها:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ))(3).
لا يمكن لقلمي أن يفي بحقه, ولكن ما لا يُدرك كلُّه لا يُترك جلُّه, فوجدت توفيقاً الهياً قادني إلى أن أسلط الضوء على زاوية من زوايا هذه الشخصية الإلهية بعد أن طغى عليها طابعُ الشهادة والتضحية
[1] سورة الأحزاب، الآية: 33.
[2] سورة الشورى، الآية: 23.