امرأة من بني بكر بن وائل

روى حميد بن مسلم قال: رأيت امرأة من بني بكر بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد، فلما رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين عليه السلام في فسطاطهنّ وهم يسلبونهنّ، أخذت سيفاً واقبلت نحو الفسطاط وقالت: يا آل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول الله؟! لا حكم إلاّ لله، يا لثارات رسول الله، فأخذها زوجها فردّها إلى رحله([216]).

وقفة

لابد من التساؤل عن موقف هذه المرأة التي عصفت بها العاطفة فانبرت مدافعة عن بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما الذي دفعها لهذا الموقف؟ ولم هي حاضرة مع زوجها في جهة الجيش المعادي للإمام عليه السلام؟ ولماذا لم تقف هذا الموقف عند قتل الإمام عليه السلام وأهل بيته وصحبه؟.

الجواب

لا يحق لي الإجابة عن هذه المرأة المتعاطفة لعدم علمي بنيتها ودوافعها لهذا الموقف، الا انني استطيع ان أحلل موقفها فأقول:

1 . لعلها كانت رافضة لقتل الإمام عليه السلام بدليل قولها «يا لثارات رسول الله» ولعلها رأت ان القتال الذي دار بين الرجال لا تستطيع التدخل فيه لأسباب متعددة منها: عدم سماح زوجها لها بذلك، وسقوط الجهاد عنها في الدفاع البدني، وعدم قدرتها على خوض الحرب وغير ذلك.

2 . أما حضورها في الجهة المعادية قد يكون قهراً وإجباراً لها، أو أنها من المغرر بهم ولم تكتشف حقيقة الأمر إلا بعد وصولها إلى

[215] أعلام النساء للحسون: ص 716.