responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 177
قالت: فاذهب إلى أهلك، فسكت ثم أعادت مثل ذلك فسكت ثم قالت في الثالثة: سبحان الله يا عبدالله قم عافاك الله إلى أهلك فإنه لا يصلح لك الجلوس على باب داري ولا أحله لك، فقام مسلم وقال: يا أمة الله ما لي في هذا المصر أهل ولا دار ولا عشيرة فهل لك في اجرٍ معروف لعلي مكافئك بعد هذا اليوم، قالت: يا عبدالله من أنت وما ذاك؟، قال: أنا مسلم بن عقيل، كذبني هؤلاء القوم وغروني وأخرجوني. وقالت: أنت مسلم؟، قال: نعم، قالت: ادخل، فدخل إلى بيت في دارها وفرشت له وعرضت عليه العشاء فلم يتعش ولم يكن باسرع من ان جاء ابنها فرآها تكثر الدخول والخروج في ذلك البيت فسألها عن السبب فأبت ان تخبره فلما أصر عليها أخذت عليه الأيمان المغلظة فحلف لها فأخبرته الخبر فسكت اللعين فما أصبح حتى أوصل الخبر إلى ابن زياد وبات مسلم بن عقيل ليلته في دار تلك العجوز ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد وتارة يناجي ربه وأخرى يتضرع وتارة يتلو القرآن ولما أن طلع الفجر جاءت طوعة إلى مسلم بماء ليتوضأ قالت: يا مولاي ما رأيتك رقدت في هذه الليلة، فقال لها: اعلمي اني رقدت رقدة فرأيت في منامي عمي أمير المؤمنين عليه السلام وهو يقول لي الوحا الوحا العجل العجل وما أظن إلا أنه آخر أيامي من الدنيا فتوضأ وصلى صلاة الفجر وكان مشغولاً بدعائه إذ سمع وقع حوافر الخيل وأصوات الرجال عرف أنه قد أتى فعجل في دعائه ثم لبس لامته وقال يا نفس اخرجي إلى الموت الذي ليس له محيص فقالت العجوز: سيدي أراك تتأهب للموت، قال: نعم لابد لي من الموت وأنت قد أديت ما عليك من البر والاحسان واخذت نصيبك من شفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيد الانس والجان.

وقفة

نستخلص من هذا المقطع التاريخي جملة من الأمور التي تبين مقام وإيمان هذه المرأة الجليلة:

1 . قولها «ألم تشرب الماء؟ قال بلى: قالت فاذهب إلى أهلك ــ إلى أن قالت ــ لا يصلح لك الجلوس على باب داري لا أحله لك» دليل

نام کتاب : المرأة في حياة الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : علي الفتلاوي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست