الصورة الأولى

عند وصولها إلى المدينة المنورة ورد أنها أخرجت رأسها من المحمل ونادت في النساء والأطفال:

«انزلوا من الهوادج، فإني أرى الروضة المنورة لجدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم».

ثم ناحت وبكت بكاءً شديداً حتى كادت نفسها تخرج، فأقبل الناس من كل ناحية يندبون ويلطمون، وارتفعت الأصوات بالبكاء، وضجت تلك البقعة ضجة شديدة كأن الأرض زلزلت تحت أقدامهم. ثم مالت ببصرها إلى كربلاء، وأخذت تكلم أخاها الحسين عليه السلام وتقول:

«أخي حسين!! هؤلاء جدك وأمك وأخوك وأهل بيتك ينتظرون قدومك!! يا نور عيني!! قتلت وأورثتنا الأحزان الطويلة، فياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً»([146]).

ثم عرّجت على قبر جدها.

الصورة الثانية

بثت السيدة زينب عليها السلام شكواها إلى جدها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن وقفت على باب مسجده الشريف وهي تنادي: «يا جداه، إني ناعية إليك أخي الحسين».

الصورة الثالثة

هذا الحوار الذي جرى بين سيدتنا أم المصائب وشريكتها في المصيبة السيدة الفاضلة زوجة أمير المؤمنين عليه السلام وأم الشهداء الأربعة «أم البنين» حوار لا مثيل له في وصف الحزن الذي أصاب

[145] مقتل الحسين، السيد المقرم: ص 377.