وبعد أن وقعت المنطقة العربية تحت الاحتلال الأوربي، ظهر الوعي القومي واضحاً، متمثلاً في الثورات بوجه المحتلين، لاسيما ثورة 1919 في مصر، وثورة 1920 في العراق، مما كان عاملاً مهماً في نشوء أدب منغمس في قلب الأحداث([119]).

أما الوضع في العراق، فقد كان انفتاح العراق في مطلع القرن العشرين على العالم الخارجي بفعل وصول الصحف والمطبوعات، وسفر عدد من الأفراد إلى الخارج عاملاً في تنامي عدد من الاتجاهات، كالقومية والوطنية والعلمانية([120])، فثورة الحسين بن علي في الحجاز سنة 1916 كانت سبباً في ازدياد الشعور الوطني عند العراقيين([121])، وكان وصول الإنكليز إلى المنطقة باحتلالهم العراق سنة 1918 سبباً في المقارنة بين نمط حياة الغرب، والوضع الذي كان يعيشه العراقيون، فقد أيقظ فتح الإنكليز بمظاهره المادية الفكر العراقي، برؤيته مستوى عالياً من الحياة،

[118]ينظر: تطور الشعر العربي الحديث الدوافع، المضامين، الفن: 11.

[119]ينظر: الصراع بين القديم والجديد في الشعر العربي: 34.

[120]ينظر: الاتجاهات الوطنية في الشعر العراقي الحديث: 9 .

[121]ينظر: العراق من الاحتلال حتى الاستقلال: 89.