نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 48
ولكنها رسخت وتأصلت حتى أصبحت من العرف
المرعي شأنها في ذلك شأن العرف الخلقي والاجتماعي... ([85])،
وهكذا حينما يرسخ العرف الأدبي كرسوخ العرف الاجتماعي، فإنَّه لا بدَّ من أن يكون
قد استجاب لهموم قطاعات واسعة من الشعب، إلى الحد الذي جعل أحد الباحثين يربط
مسألة القديم والجديد في الأدب بمسألة الصراع الطبقي، فالاتجاه التقليدي لطالما
ارتبط بقيم الطبقة السائدة([86])،
لكن هذا الرأي ليس دقيقاً دائماً، ولاسيما وأنَّ الشواهد قد دلَّت على أنَّ الشعر
التقليدي قد حظي بإعجاب أناس لا تجمعهم طبقة واحدة، ولا يردون من مشرب واحد، فضلاً
عن ذلك فإنَّ هذا النوع من الشعر ما زال أثيراً لدى كثيرين من الشعراء
والشبان، ولم تزل صناعتهم الفنية من طراز ما كان ينسجه الأقدمون من حيث الأخيلة
والتصوير، ومن حيث الفن والأداء ([87])،
ولنا في مراثي الإمام الحسين خير مثال على ذلك، فما زال شعراء هذا الفن سائرين على
خطى من سبقهم، وهم يرددون ألحان الولاء الحسيني، ولم يكن الجامع بينهم سوى سور
القضية الحسينية.
وبالعود إلى مراثي النصف الأول من القرن العشرين –
موضوع دراستنا – نجد أنَّ التقليد كان يعكس ظرفاً اجتماعياً،