ومما يميز المراثي الحسينية في هذا العصر تلك الوفرة من القصائد التي قيلت
في رثاء الحسين (عليه السلام)، وقد كان تشجيع الأئمة، ورعايتهم للشعراء، عاملاً
مهماً في ذلك.
فقد روي أنَّ الإمام علي بن موسى بن جعفر الرضا (ت 150ه) حينما دخل عليه
الشاعر دعبل، طلب منه أن ينشده تائيته التي تقدم ذكرها فأنشده إياها، فبكى الإمام
حتى أغمي عليه، ثمَّ قال للشاعر أحسنت ثلاث مرات، وأمر له بمكافأة كبيرة([65]).
ونجد أيضاً في تلك المراثي معارضة واضحة للسلطة العباسية تصل أحياناً إلى
درجة التحدي، فهذا دعبل يهجو ويسخر من بني العباس، على الرغم من قوة بطشهم وقد قال
يوماً: أنا أحمل خشبتي على كتفي منذ أربعين سنة، فلا أجد أحداً يصلبني
عليها ([66])،
مما يدل على أنَّ العقيدة