نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 135
فقد أشار الشاعر إلى ما
وصلت إليه الحكومة الإسلامية في عهد يزيد من مجانبة لمبادئ الإسلام، الأمر الذي
اقتضى أن يجهر الحسين بدعوته لتصحيح ما اعوجَّ من أمرها، ودلالة الأبيات واضحة في
بعدها السياسي الذي يتمثَّل في نقد السلطة الحاكمة، وتنبيهها على أخطائها.
وحينما يرى الشاعر البلدان الأوربية، وما وصلت إليه من رقي وتقدم، ويقارن
ذلك مع حال أمته، يعتصره الهم، فيهرع إلى الإمام الحسين (عليه السلام) شاكياً واقع
الحال، من ذلك قول محمد جعفر النقدي([300]):
(من الكامل)
شعَّ التمدن في البلاد ولم يزلْ
وطني يسير على بعيد خيالهِ
الغرب أدرك في سنا أسحارهِ
قصداً وضلَّ الشرق في آصالهِ
..................
هذي شهيد الحق نفثة شاعرٍ
يرثي لحال بلاده ولحالهِ
فقد شخَّص الشاعر مشكلة تخلف بلده، بالتمسك بالأوهام والأباطيل، وترك
الطريق العلمي الصحيح الذي انتهجته دول الغرب، فوصلت إلى ما وصلت إليه من رقي
وتقدم، فيما ظلَّت أمم الشرق تتخبط بمسالك التخلف، مما جعلها فريسة سهلة للاحتلال،
لذا فإنَّ الشاعر نفسه يقول في بيت آخر من المرثيَّة([301]):