فالشاعر في حضرة الإمام الحسين (عليه السلام) – وأهل بيته – وجد الظلم
وغياب العدل، قد أصبح حداً وغاية لما في المجتمع من ظلم وقسوة، لكن الشعراء وبرغم أحزانهم
حاولوا التأسي والصبر إقتداءً بسيد الشهداء فلم تكن المراثي حزنا كلها، إنما وجد
الشعراء إن الظلم والحيف الذي لحق بالإمام الحسين (عليه السلام) كانت تقابله
الشجاعة بأزهى صورها ومن ذلك التناظر استحث الشعراء قرائحهم لخلق حالة من الاستنفار مشفوعة
بالحزن، ليكون رثاء الإمام الحسين(عليه السلام) عبرة واعتباراً لكل من يؤمن بعدالة قضيته، يقول حسين علي الأعظمي
(من البسيط)([243]):
رأى الحسين إلى الدنيا التي غدرت
به وعاثت بآل البيت في نكدِ
فودع الأهل والدنيا وصال على
أعدائه مستميتا صولة الأسدِ
إن رفض الحسين (عليه السلام) لواقع الحال المرفوض، وبتلك النفس الأبية،
وتضحيته بنفسه وأصحابه لهو درس نموذجي لا يمحى أثره، ولا ينضبمفعوله ومثل هذا الشعر ليس
تقريراً لواقع الحال فقط وإنما