نام کتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث نویسنده : علي حسين يوسف جلد : 1 صفحه : 109
جيل، يؤثرون في المجتمع، ويؤثر المجتمع فيهم، وفي هذا التفاعل
بين الطرفين كمن سر بقاء الادب وديمومته.
وهذا السيد محمد سعيد الحبوبي يتأثر بوفاة أحد أصدقائه([236])، فيرثيه بمرثاة أقرب إلى
رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) يقول([237]):
(من الكامل)
كان المحرم مخبرا فاريتنا
يا جعفر فيه الحسين قتيلا
فكأن جسمك جسمه لكنه
كان العفير وكنت أنت غسيلا
وكأن راسك راسه لو لم يكن
عن منكبيه مميزا مفصولا
وجبينك الوضاح مثل جبينه
بلجاً وليس كمثله تجديلا
وحملت أنت مشرفا أيدي الورى
وثوى بنعش لم يكن محمولا
إن تنأ عنا راحلا كرحيله
فلرب سجاد تركت عليلا
فقد كان الحدث الحسيني حاضراً في ذهن الشاعر، لم يغب عن باله، إذ إنه يراه
مجسداً في كل ما يثير أشجانه ولواعجه إن هذا التماهي بين حزن الشاعر وهمومه
الاجتماعية وحزنه على الإمام الحسين (عليه السلام) يؤكد الأثر العميق للأبعاد
الاجتماعية في الحزن على الإمام الحسين (عليه السلام)، وهو أمر يكاد يكون طبيعيا
فالأعمال الفنية تتألف دائما من موضوعات لها دلالة اجتماعية، وللألفاظ
والأنغام والأشكال ارتباطات انفعالية تتسم
[236]هو السيد جعفر القزويني، ينظر: ديوان
السيد محمد سعيد الحبوبي: 423.