أولاً:
كيف جرت الحادثة وما هي المرحلة الأولى من جريمة قتل فاطمة عليها السلام
إنّ من البداهة بمكان أن يتم التعتيم على حادثة جمع الحطب حول بيت فاطمة
وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين وإحراقه ومن ثم اقتحامه بشتى الطرق، وذلك
أن حادثة بمثل هذا التجري على الله تعالى لا تختلف من حيث الجرم عن قتل الأنبياء
عليهم السلام لاسيما والقرآن الكريم يستعرض في بيانه لتعظيم حرمة الأنبياء وحلول
نقمته على الظالمين في حادثة قتل ناقة صالح وفصيلها؛ فكيف يكون غضب الله في تلك
الجريمة التي هتكت فيها حرمة الله وحرمة سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وآله وسلم،
وقتلت فيها فاطمة وابنها المحسن، فمضت إلى ربها وأبيها شهيدة([119])، وهو القائل لها:
«إنك أول من يلحقني من أهل بيتي، وأنت سيدة نساء أهل الجنة، وسترين
بعدي ظلماً وغيظاً، حتى تضربي، ويكسر ضلع من أضلاعك، لعن الله قاتلك»([120]).