ثانيا: أن باب فاطمة كان بمصراعين

ذكر السيد السمهودي مؤرخ المدينة في مخطوط له: (أن علي بن أبي طالب ما عمل مصراعي داره إلا بالمناطع)([67]).

وهذا القول يدل على:

1 ـ أن إيراد الرواية لذكر الإمام علي عليه السلام وانه هو الذي عمل مصراعي داره يدل على أن هذا العمل كان بعد حادثة حرق باب فاطمة عليها السلام وذلك أن أول من قام ببناء بيت فاطمة هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما بنى المسجد – كما مر بيانه – وإن فاطمة انتقلت الى هذا البيت بعد بناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد تزوجت فيه في السنة الثانية للهجرة؛ ومن ثم فتولي الإمام علي عليه السلام لإعادة تصنيع باب داره كما يدل لفظ (فعمل مصراعي داره) إنما يكون بعد حادثة حرق الباب واحتياجه الى باب جديدة.

2 ـ أما لماذا بالمناطع، أي بالجلد وذلك لتذكير الناس بجريمة اقتحام عمر ابن الخطاب وعصابته – كما سيمر من خلال

[67]الوفا بما يجب لحضرة المصطفى للسمهودي (مخطوط) أشرف على طبعه حمد الجاسر مع رسائل أخرى فسميت هذه المجموعة (رسائل في تاريخ المدينة) والرواية في صفحة (139) من المجموعة، نشر دار اليمامة بالرياض.