وعندما نقول: (عنده) أي في الشريعة.

وبمعنى آخر:

أنه صلى الله عليه وآله وسلم جعل من هذا المنهاج ما يبين للناس الموقع الروحي لبيت فاطمة في الشريعة الإسلامية.

والمنهاج الذي اتخذه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في إظهار موقع بيت فاطمة الروحي للمسلمين كان من خلال فعلين، وهما:

الفعل النبوي الأول: النبي يجعل بيت فاطمة آخر محطة للخروج من المدينة

لقد نصت الروايات التاريخية والحديثية المتتبعة لسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه ما خرج لسفر إلا وكانت فاطمة وبيتها آخر من يفارق، وما قدم من سفر أو غزوة إلا وكان بيت فاطمة هو المحل الثاني الذي تطأه قدماه بعد أن يبتدئ بالمسجد([48]).

فقد جاء في الأثر عن أبي ثعلبة الخشني أنه قال:

(كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رجع من غزاة أو سفر، أتى المسجد فصلى فيه ركعتين، ثم ثنى بفاطمة عليها

[48]الاستيعاب لابن عبد البر: ج4، ص1895؛ المواهب اللدنية: ج2، ص65؛ إتحاف السائل للمناوي: ص74؛ المستدرك للحاكم: ج3، ص16؛ وفاء الوفاء للسمهودي: ج2، ص468؛ موسوعة حياة الصحابة: ص24.