المبحث الأول

السلطة والشريعة أين يلتقيان وبمَ يفترقان؟

المسألة الأولى: الجذور التاريخية لمفردة السلطة في الإسلام

إن دراسة حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وما تبعها من مراحل السلطة والإمارة التي بدأت من الساعات الأولى لما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سقيفة بني ساعدة وقد اجتمع الصحابة لتجاذب مقومات تولي الجلوس في مجلس قيادة المسلمين بعد رحيل القائد والزعيم لهم على الرغم من تنصيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهذه الأمة من يتولى أمرها وصلاحها فقال:

من كنت مولاه فعلي مولاه([1]).

إلا أن الصحابة ومن خلال ما كشفته الأحداث لم يكونوا لينقادوا لهذا القائد ويسلّموا إليه أمرهم لاسيما وأن العرب لم تنقَدْ إلا لزعيم واحد وهو الذي حارب جهلهم ونزاعاتهم فمنهم من آمن به نبيا ورسولا

[1] مسند أحمد بن حنبل: ج1، ص84؛ سنن الترمذي: ج5، ص297؛ سنن ابن ماجة: ج1، ص45؛ فضائل الصحابة للنسائي: ص15.