حالة القنوت يكون أكثر قربا
وتذللا إلى الله تعالى، لأنه بمد اليدين نحو السماء بالدعاء، يعطي صورة من الشعور بتجرد
الروح عن الجسد وانتمائها إلى عالم الملكوت والانجذاب نحوه بعيدا عن الأرض ومادياتها
الفانية، وهذا الشعور يتجسد لدى العابد أكثر في وقت السحر عندما يطيلُ الوقوفَ في قنوت
الوتر من صلاة الليل، إذ إِنَّها تكشفُ عن حقيقة العبودية والافتقار إلى الله تعالى.
وقد ورد في كيفية وصورة القنوت ما روي
في موثقة أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
لا ترفع يديك بالدعاء
في المكتوبة تجاوز بهما رأسك([99]).
وقد فسر التضرع في الآية الشريفة: (فما استكانوا لربّهم وما يتضرعون)([100])،
برفع اليدين في القنوت حال الصلاة، ففي صحيح محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه