وفي الحديثين الشريفين دلالة واضحة على
أهمية وقت السحر عن بقية الأوقات كأول الليل أو أوسطه أو آخره, فإن تخصيص السحر بقبول
الأعمال ورفع العذاب عن أهل الأرض فيه دلالة واضحة على عظمة هذا الوقت ومدى قوة تأثيره
في الوجود بواسطة العابد العارف المطيع، لأنه خليفةُ اللهِ تعالى في أرضهِ والمُستَخْلفُ
والمستعمرُ فيها، فالعبدُ الذي يتقربُ إلى خالقهِِ ومحبوبِهِ بالنوافلِ غرضُهُ القربُ
منهُ ورضوانه، وهذه لها آثار ونتائج في الوجود، كما في الحديث القدسي الشريف قال:
(لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى
أحبه فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها)([63]).