responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 8
يختلج شعوراً معيّناً عند حادثةٍ معيّنة، أو ما يكتنف ضمير شخصٍ، أو ما يتراءى لخاطرٍ عند وروده حياض الموت، أو إشرافه على مهالك الردى، وما تنتابه من نوازع النفس، أو عزمةِ روحٍ، أو رباطة جأشٍ، وهو في غمار الهلكة، وزحمة المخاطر، أو عاصفة أهوالٍ تودي بمصيره عند ذاك.

هذه الأحاسيس النفسيّة ومكنوناتها لا تتيسّر لدى المؤرّخ، وهو يغوص في أعماق الحدث حتّى يَسْبُرَ عباب خواطر النفس، وهي تخوض غمار الموت أو تعيش في خضمِّ الأهوال المهلكة، وأنّى له ذلك ليأتي على كلّ هذا، بل جزء ما تكتنف خواطر الخائض غمرات الردى، إلاّ أن يكون قد تكلّف عناء الوصفِ، أو تجشّم مخاطرات الحديث، أو ارتكب مدّعياتِ الحالة التي يعيشها غيره كي يصفها هو أو يصوّرها كما هي.

وهكذا هو تاريخ هذه اللمة من أهل الفداء، فإنّ المؤرّخ يُعربُ عن قصورهِ فيما لو أراد أن يكتب عن حالات هؤلاء أو توجّسات خواطرهم، أو مشاعر نفوسهم، وهم يصافحون الموت للدفاع عن حياض سيّدهم.

و(أنصار الحسين) لا تعني إلاّ حالة شهامةٍ تجيشُ في نفوس أهلها، وقضيّة يستشرفُ من خلالها الإنسانُ عزمتهُ في البحث عن إنسانيّته، وينتزع القارئ هويّته المفقودة في غمار الأحداث.

من هنا كانت دواعي تأليف هذا الكتاب؛ ليتسنّى للتاريخ أن يُثبت (مصداقيته) في

نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست