نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 165
الباب قبل أن يطير عقلي
وتنشق مرارتي في جوفي، جهد البلاء قد نزل بي، قالت: ويحك ما الذي نزل بك؟ قال: هرب
غلامان صغيران من عسكر عبيد الله بن زياد، فنادى الأمير في معسكره: من جاء برأس
واحد منهما فله ألف درهم، ومن جاء برأسيهما فله ألفا درهم، فقد أتعبت وتعبت ولم
يصل في يدي شيء.
فقالت العجوز: يا ختني، احذر أن يكون محمد خصمك في يوم القيامة، قال لها:
ويحك إن الدنيا محرص عليها، فقالت: وما تصنع بالدنيا، وليس معها آخرة؟ قال: إني
لأراك تحامين عنهما، كأن عندك من طلب الأمير شيئا، فقومي فإن الأمير يدعوك.
قالت: وما يصنع الأمير بي، وإنما أنا عجوز في هذه البرية؟ قال: إنما لي
طلب، افتحي لي الباب حتى أريح وأستريح، فإذا أصبحت بكرت في أي الطريق آخذ في
طلبهما.
ففتحت له الباب، وأتته بطعام وشراب فأكل وشرب.
فلما كان في بعض الليل سمع غطيط الغلامين في جوف البيت، فأقبل يهيج كما
يهيج البعير الهائج، ويخور كما يخور الثور، ويلمس بكفه جدار البيت حتى وقعت يده
على جنب الغلام الصغير، فقال له: من هذا؟ قال: أما أنا فصاحب المنزل، فمن أنتما؟
فأقبل الصغير يحرك الكبير ويقول: قم يا حبيبي، فقد والله وقعنا فيما كنا نحاذره.
نام کتاب : انصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 165