وأتيته بها لأبشره، فلم يرفع لها رأساً، كأنه شيء قد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل ذلك ([54]).

وإن جملة (فاستشرف لها) تبيّن سمو ذاك المقام الذي تمناه القوم، والرواية في نفسها دليل على أن من يعلم تأويل القرآن من الصحابة هو علي عليه السلام، فلا يقاتل على التأويل ويكون الحق معه إلا مَن كان عالماً بتأويله، فهل بعد ذلك يمكن اعتبار عدم استقرار الأمور لعلي عليه السلام تنقيصاً له([55])؟

* الصورة الثانية

مسند أحمد:

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسين بن محمد بن ثنا فطر عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن أبيه قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: كنّا جلوساً ننتظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال: فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها علي يخصفها، فمضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومضينا معه ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال: إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله.

[54] - تاريخ دمشق: ج 42 ص 452، شرح الأخبار: ج 1 ص 337ح 302.

[55] - النفيس في بيان رزية الخميس: ص 56.