توطئة

عني أهل البيت عليهم السلام عناية خاصة بالعلم والعلماء، فأسسوا في حواضره معالم الحياة الفكرية، ودعوا المسلمين دعوات جادة تحمل طابع الإرشاد والتوجيه إلى الخير ليبنوا حياتهم الخاصة على أساس من الوعي العلمي، وقد ملئت الموسوعات الحديثية والفقهية بما أُثر عنهم من أحاديث الترغيب في طلب العلم عملاً بقوله تعالى: )اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(([310])، وقد ورد عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام قوله: «فقيه واحد ينقذ يتيماً من أيتامنا المنقطعين عنا وعن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج إليه أشدّ على إبليس من ألف عابد، لأن العابد همّه ذات نفسه فقط، وهذا همّه مع ذات نفسه عباد الله وإمائه، لينقذهم من يد إبليس ومردته، فلذك هو أفضل عند الله من ألف ألف عابد وألف ألف عابدة»([311])، وروي عن الإمام موسى بن جعفر عليه