نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 375
نفهم أنّ الإنسان في طريقه الطويل الّذي يهدف من خلاله الوصول
إلى الكمال المطلق، يحتاج إلى القادة والموجهين حتى لو كانوا في مستوى الأنبياء أو
في مراتبهم ومنزلتهم، كما هو الحال في قصة النَّبيّ موسى عليه السلام مع العبد
الصالح التي أشارت إليها الآية الآنفة الذكر، وقول الإمام علي بن أبي طالب عليه
السلام في النَّبيّ الأكرم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وفي نفسه: «...ولقد قرن
الله به صلى الله عليه وآله وسلم من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به
طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر
أُمه يرفع لي في كُل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به...»([615])،
فلا يستطيع الإنسان اجتياز هذا الطريق دون الحاجة إلى القادة والموجّهين الربانيّين.
ومن هنا يعتبر الأنبياء عليهم السلام قادة الاُمم والكتب السماوية بمثابة (القوانين)،
التي تأخذ بيد الإنسان لتُوصله إلى غايته وتُخرجه من الظلمات إلى النور.
وبعبارة أُخرى، لا يمكن تصور الحياة الاجتماعيّة للإنسان مجرّدة عن هداية
عالم الغيب والذات المقدّسة، لا في التقنين والتنفيذ ولا في مجال ضمان العدالة الاجتماعيّة،
فالأنبياء عليهم السلام في الواقع يمثّلون همزة الوصل بين عالمي الإنسانيّة
والغيب.
نام کتاب : أصول وقواعد التفسير الموضوعي للقرآن نویسنده : للمازن شاكر التميمي جلد : 1 صفحه : 375