إذ تكشف الآيتان الأولى والثانية إن كتاب الله هو كتاب التكوين وصفحة القضاء الإلهي الذي يحوي كل العلوم المعروفة وغير المعروفة والمستقبل.
ويثبت ذلك الآية الثالثة الرابعة إذ أنها تقسم الناس إلى من عنده علم من الكتاب والذي عنده علم الكتاب.
فإذا كان (الذي عنده علم من الكتاب) قد قام بما أمره به سليمان تجاه بلقيس وهو ما قصه القرآن بقوله:
قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)(النمل 38- 40).
فما الذي من الممكن ان يقوم به (الذي عنده علم الكتاب) كله مما قصه علينا تعالى في قوله:
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (الرعد:43).