responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدرك الكافي نویسنده : الدكتور علي عبد الزهرة الفحام    جلد : 1  صفحه : 331
اَلْمَوْلُودِ اَلْمُؤَمِّلِ مَا لاَ يُدْرَكُ، اَلسَّالِكِ سَبِيلَ مَنْ قَدْ هَلَكَ، غَرَضِ اَلْأَسْقَامِ، وَرَهِينَةِ اَلْأَيَّامِ، وَرَمِيَّةِ اَلْمَصَائِبِ، وَعَبْدِ اَلدُّنْيَا، وَتَاجِرِ اَلْغُرُورِ، وَغَرِيمِ اَلْمَنَايَا، وَأَسِيرِ اَلْمَوْتِ، وحَلِيفِ اَلْهُمُومِ، وَقَرِينِ اَلْأَحْزَانِ، وَنُصُبِ اَلْآفَاتِ، وَصَرِيعِ اَلشَّهَوَاتِ، وَخَلِيفَةِ اَلْأَمْوَاتِ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ فِيمَا تَبَيَّنْتُ مِنْ إِدْبَارِ اَلدُّنْيَا عَنِّي، وَجُمُوحِ اَلدَّهْرِ عَلَيَّ، وَإِقْبَالِ اَلْآخِرَةِ إِلَيَّ مَا يُرَغِّبُنِي عَنْ ذِكْرِ مَنْ سِوَايَ وَالاِهْتِمَامِ بِمَا وَرَائِي غَيْرَ أَنِّي حَيْثُ تَفَرَّدَ بِي دُونَ هُمُومِ اَلنَّاسِ هَمُّ نَفْسِي فَصَدَّقَنِيرَأْيِي، وَصَرَفَنِي عَنْ هَوَايَ، وَصَرَّحَ لِي مَحْضُ أَمْرِي، فَأَفْضَى بِي إِلَى جِدٍّ لاَ يَكُونُ فِيهِ لَعِبٌ، وَصِدْقٍ لاَ يَشُوبُهُ كَذِبٌ، وَوَجَدْتُكَ بَعْضِي بَلْ وَجَدْتُكَ كُلِّي حَتَّى كَأَنَّ شَيْئاً لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَنِي، وَكَأَنَّ اَلْمَوْتَ لَوْ أَتَاكَ أَتَانِي، فَعَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِينِي مِنْ أَمْرِ نَفْسِي، فَكَتَبْتُ إِلَيْكَ كِتَابِي([801]) مُسْتَظْهِراً بِهِ إِنْ أَنَا بَقِيتُ لَكَ أَوْ فَنِيتُ فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اَللَّهِ، وَلُزُومِ أَمْرِهِ، وَعِمَارَةِ قَلْبِكَ بِذِكْرِهِ، وَاَلاِعْتِصَامِ بِحَبْلِهِ، وَأَيُّ سَبَبٍ أَوْثَقُ مِنْ سَبَبٍ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اَللَّهِ إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِ.

أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ، وَأَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ([802])، وَقَوِّهِ بِالْيَقِينِ، وَنَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ، وَذَلِّلْهُ بِذِكْرِ اَلْمَوْتِ، وَقَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ، وَبَصِّرْهُ فَجَائِعَ اَلدُّنْيَا، وَحَذِّرْهُ صَوْلَةَ اَلدَّهْرِ وَفُحْشَ تَقَلُّبِ اَللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ، واعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ اَلْمَاضِينَ، وَذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ اَلْأَوَّلِينَ، وَسِرْ فِي دِيَارِهِمْ وَآثَارِهِمْ


[801] هذا يدل أن الوصية كانت مكتوبة، ولهذا أدرجه الكليني في كتاب الرسائل.

[802] المقصود هنا موت شهوات القلب.

نام کتاب : مستدرك الكافي نویسنده : الدكتور علي عبد الزهرة الفحام    جلد : 1  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست