عليه
السلام عند ورودهِ إلى صفّينَ وقد وقفَ على تل عرير([737]) ثمّ أومأ إلى أجَمةٍ ما بينَ
بابلَ والتلِّ، وقالَ: مدينةٌ وأي مدينةٍ! فقلتَ له: يا مولايَ أراكَ تذكُرُ مدينةً،
أكانَ ههنا مدينةٌ وانمحت آثارُها؟ فقال: لا، ولكن ستكون مدينةٌ يقالُ لها الحلةُ
السيفيةُ يُمدّنها رجلٌ من بني أسدٍ([738]) يظهرُ بها قومٌ أخيارٌ لو
أقسمَ أحدُهم على اللهِ لأبرَّ قسمَهُ.
88- بحار الأنوار 57/212: المحدث الشيخ محمد باقر المجلسي قال: وروي
مرفوعاً إلى محمد بن يعقوب الكليني بإسناده([739]) إلى علي بن
موسى الرضا عليه السلام قال: إذا عَمَّت البُلدانَ الفِتَنُ فعليكُم بقُم([740]) وحوالَيها ونواحِيها، فإنَّ
البلاءَ مَرفوعُ عَنها.
[738] المقصود به سيف الدولة
الأسدي الناشري المتوفى سنة 501 ﻫ، اختط مدينة بين بغداد والكوفة سنة 495 ﻫ فعرفت
بالحلة السيفية نسبة إليه - وفيات الأعيان 2/490، وهذا الرواية إنما ظهرت بعد
تمدين الحلة والله العالم بصحة صدورها عن الإمام عليه السلام بعد ما علمت من
حالها.
[739] يظهر من موضع آخر في البحار
57/228 أن الإسناد ينتهي إلى (سعد بن سعد القمي الأشعري) من أصحاب الإمام الرضا
عليه السلام، والذي كان حياً بحدود 220 ﻫ.
[740] قم: مدينة معروفة في إيران،
وأول من مصرها طلحة بن الأحوص الأشعري، وبها آبار ليس في الأرض مثلها عذوبة وبرداً
- راجع: معجم البلدان 4/379، ولم تزل قم مذ أسست معقلاً للشيعة ورواة الحديث الذي
ساهموا بشكل فاعل في حفظ فقه أهل البيت عليهم السلام ونقله إلى الأجيال اللاحقة.