اللَّهُمَّ ضاعِف صلواتِك
ورحمتَك وبركاتِك على عِترةِ نبيِّكَ، العترةِ الضائعةِ، الخائفة المُستذَلةِ،
بقيةٍ من الشجرةِ الطيبةِ الزاكيةِ المباركةِ، وأعلِ اللَّهُمَّ كلمتَهم، وأفلِج حُجتَهم،
واكشِف البلاءَ واللأواءَ([675]) وحنادِسَ الأباطيلِ([676]) والغماءَ عنهم، وثبِّت قلوبَ
شيعتِهم وحزبِك على طاعتِهم وولايتِهم، ونصرتِهم ومُوالاتِهم، وأعِنهُْم وامنَحهُم
الصَّبرَ على الأذى فيكَ واجَعل لهم أياماً مشهودَة، وأوقاتاً مَسعودة، يُوشِك
فيها فرجُهم([677])، وتُوجِبُ فيها تمكينَهُم ونَصرهُم،
كما ضَمِنتَ لأوليائِك في كتابِك المُنزَلِ، فإنَّك قلتَ وقولُك الحقُّ: وَعَدَ الله
الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي
ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً([678]).
اللَّهُمَّ فاكشِف عنهُم، يا من لا يكشِفُ الضُّر إلاّ هو، يا أحدُ يا حيُّ
يا قيومُّ، وأنا يا الهي عبدُك الخائفُ منكَ، والراجعُ إليك، السائلُ لك، المقبِلُ
عليك، اللاجئ إلى فنائك، العالمُ بك فإنَّه لا ملجأ منك إلا إليك. اللَّهُمَّ فتقَّبل
دعائي، واسمع يا الهي عَلانِيتي ونَجواي، واجعلني ممن رضِيت عملَهُ، وقبِلتَ نُسُكًه،
ونجَّيته برحمتِك، انك أنتَ العزيزُ الحكيمُ الكريمُ. اللَّهُمَّ وصلِّ أولاً وآخراً
على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وبارِك على مًحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وارحَم
[675] اللأْواء المشَقة والشدة وقيل
القَحْط - لسان العرب 15/237.
[676] الحَندِس هي الظلمة، ولعل ذلك
كناية عن الفتن التي تعصف بالمؤمنين.