محمد (عليهما السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بَينما
مُوسى بنُ عِمران عليه السلام جالسٌ إذ أقبلَ عليهِ إبليسُ وعليه بُرنُسٌ([510]) ذو ألوانٍ، فلما دَنَا من مُوسى
خَلَعَ البُرنُسَ، وأقبلَ عليه فسَلمَ عليهِ، فقال مُوسَى: من أنتَ؟ قال: أنا
إبليسُ، قال مُوسَى: فلا قَرَّبَ اللهُ دارَك فيم جِئتَ؟ قال: إنما جئتُ لأسَلِّمَ
عليكَ لمكانِكَ من اللهِ عزَّ وجلَّ، فقال له موسى: فما هذا البُرنُسُ؟ قال: أختَطِفُ
بِهِ قلوبَ بني آدمَ. قال له مُوسَى: أخبرني بالذنبِ الذي إذا أذنَبَهُ ابنُ آدمَ
استحوذتَ عليهِ؟ فقال: إذا أعجبَتهُ نفسُهُ، واستكثَرَ عملَهُ، وصَغُرَ في عينِهِ
ذنبُهُ.
ثُمَّ قال له: أوصيك بثلاثِ خِصالٍ يا مُوسَى! لا تَخلُ بامرَأةٍ، ولا تخلُ
بِكَ، فإنَّهُ لا يَخلُو رجلٌ بامرأةٍ ولا تَخلُو بهِ إلا كنتُ صاحبَهِ دونَ
أصحابي. وإياك أن تعاهِدَ اللهَ عَهدَاً، فإنَّهُ ما عاهَدَ اللهَ أحدٌ إلا كنتُ
صاحبَهٌ دونَ أصحابي حتى أحُولَ بينَهُ وبين الوفاءِ بهِ. وإذا هَمَمتَ بِصدقةٍ فأمضِها،
فإنهُ إذا هَمَّ العبدُ بصدقةٍ كنتُ صاحبَهُ دونَ أصحابي حتى أحُولَ بينَهُ وبينَها.
ثم ولَّى إبليسُ وهو يقول: يا ويلَهُ! ويا عولَهُ! عَلَّمتُ مُوسَى ما يُعَلِّمُهُ
بَنِي آدمَ.
(بحار الأنوار 60/251، جامع
أحاديث الشيعة 20/309، مستدرك الوسائل 14/266، رواه الكليني في الكافي 2/314 بهذا
السند: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن بعض أصحابه عن أبي
عبد الله...
[510] البُرْنُسُ: قَلنسُوة طويلة، وكان
النُسَّاكُ يلبسونها في صدر الإسلام. - الصحاح 1/41.