وبنا
عُبِدَ اللهُ، ونحن السبيلُ إلى الله، ومنا المصطفى، والمرتضى، ومنا يكون المهديُّ
قائمُ هذه الأمة.
قال [ابن بُكير]: يا ابن رسول الله
هل عهِد إليكم رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم متى يقوم قائمكم؟ قال: يا ابن بُكير، إنك لَن تلحقه،
وإن هذا الأمرَ يليهِ ستةٌ من الأوصياءِ بعد هذا([390])، ثم يَجعلُ [اللهُ]([391]) خُروجَ قائمِنا فيملأها قسطاً
وعدلاً كما مُلئت جَوراً وظلماً.
[فقال محمد بن بُكير]: يا ابن رسولِ اللهِ ألستَ صاحبَ هذا الأمرِ؟ فقال: أنا من العترة([392])، [فعاد ابن بُكير بسؤاله
فعاد زيدٌ بجوابه]([393]) فقال: هذا الذي تقولُه عنك أو عن رسولِ اللهِ؟ فقال:
لَوْ كُنْتُ أعْلَمُ الغَيْبً لاسْتَكثَرْتُ مِن الْخَيرِ([394]). لا، ولكن عَهْدٌ عهِدَهُ
إلينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أنشأ يقول:
نحن ساداتُ قُريشٍ * وقِوامُ الحقِّ فينا
[390] يعني الإمام الصادق عليه
السلام، ومن هنا يتضح أنه رحمه الله كان يقول بإمامة الصادق عليه السلام.
[392] قوله (أنا من العترة) مخالف
لعديد النصوص التي ضيقت دائرة هذا المصطلح في أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة
من بعده، أنظر: عيون أخبار الرضا 2/60 و2/207، ويكفي فيه حديث الثقلين المتواتر
الذي قال: (وعترتي أهل بيتي)، فلربما قصد أنه من ذرية العترة والله العالم.
[393] هذه الزيادة وردت في البحار
وقد تصرفنا فيها لتكون أكثر وضوحاً.