[مُوسى بن جعفر] عليه السلام وليس
من قُوّامه([301]) أحدٌ إلا وعندهُ المالُ
الكثيرُ، وكان ذلك سببَ وقفِهم وجحدِهم موتَهُ، طَمعاً في الأموال، كان عِندَ زياد
بن مروان القَندي([302]) سَبعونَ ألفَ دينارٍ، وعند
علي بن أبي حمزة([303]) ثلاثونَ ألفَ دينارٍ. فلما
رأيتُ ذلك وتبينتُ الحقَّ وعَرَفتُ من أمرِ أبي الحسن الرضا عليه السلام ما علمتُ،
تكلّمتُ ودعوتُ الناسَ إليهِ، فبَعَثَا إليَّ وقالا: ما يدعوكَ إلى هذا؟ إنْ كنت
تريدُ المالَ فنحنُ نُغنيكَ وضَمِنا لي عشَرَة آلاف دينار، وقالا [ لي]: كفَّ.
فأبيتُ، وقلتُ لهما: إنا روينا عن الصّادقِين عليهم السلام أنهم قالوا: إذا
ظهرت البِدَعُ فعلى العالمِ أن يُظهرَ علمَه، فإن لم يفعلْ سُلِبَ نورَ الإيمانِ
وما كنتُ لأدَعَ الجهادَ وأمرَ اللهِ على
[301] القُوّام جمع قائم ككفار
وكافر، وهم الوكلاء القائمون بأمور الوقف، وجمع الخمس وسائر الحقوق وإدارتها بأمر
الإمام عليه السلام، وقد ورد في الحديث: (نحن قُوّام الله على خلقه) أي نحن من
يتولى أمرهم ونقوم بشأنهم.
[302] أبو الفضل، وقيل أبو عبد
الله، زياد بن مروان الأنباري القندي، روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام، ووقف
على الإمام الرضا صلوات الله عليه - رجال النجاشي ص171.
[303] أبو الحسن، علي بن أبي حمزة
البطائني، واسم أبي حمزة سالم، كان قائد أبي بصير يحيى بن القاسم روى عن الصادق
والكاظم عليه السلام وهو أحد عُمُدِ الواقفة - رجال النجاشي ص249.