المبحث الأوّل: أقسام الأمن

ذكر أرباب المنطق أنّ القسمة على نحوين، الأوّل تسمّى بالقسمة العقلية الحصرية الدائرة بين الإثبات والنفي، والأخرى القسمة الاستقرائية، التي تقوم على أساس الاستقراء والاستقصاء لكلّ ما من شأنّه أن يكون أحد فروع المقسم، هذا أولاً.

وثانياً: أنّه يمكن تقسيم الشيء الواحد بعدّة تقسيمات أوليّة، ولكن بلحاظات واعتبارات مختلفة ومتعددة، فمثلاً بلحاظ معين يُقسّم إلى كذا وكذا، وبلحاظ آخر يُقسّم إلى كذا وكذا، وباعتبار ثالث يُقسّم إلى كذا وكذا، من قبيل أقسام الوجود، فهو باعتبار يُقسّم إلى وجود ذهني وآخر خارجي، وباعتبار ثانٍ يُقسّم إلى وجود في نفسه وآخر في غيره، وباعتبار ثالث يُقسّم إلى وجود علّة وآخر معلول، وهكذا، وهذه الأقسام قد تكون على أساس القسمة العقلية، أو على أساس القسمة الاستقرائية.