عرض القرآن الكريم إنموذجاً للتفكير الصحيح وبيَّن متابعته للعقل، وهو مذهب وأسلوب تفكير إبراهيم عليه السلام والذين آمنوا معه، قال تعالى:

قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبراهيم والَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ ومِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وبَدا بَيْنَنا وبَيْنَكُمُ العَداوَةُ والبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إبراهيم لأَِبِيهِ لأََسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وإِلَيْكَ أَنَبْنا وإِلَيْكَ المَصِيرُ([101]).

3 ـ نموذج قراني في استخدام القدرة من أجل تحقيق الأمن

في الوقت الذي يمتلك ذو القرنين عنصر الإيمان، كان يملك القدرة والسلطة أيضاً، فهو مثال للقائد الإسلامي في كل زمان ومكان، فقد استخدم القدرة حينما طلب منه القوم المستضعفون النصرة ـ بعدما أفسدَتْ عليهم حياتهم بسبب يأجوج ومأجوج، وسلبوهم أمنهم وأمانهم ـ واستعانوا به على تحريرهم من سلطة الظلمة، وهو ما أشار إليه قوله تعالى:

{وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي القَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأرض وآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ سَبَباً * فَأَتْبَعَ سَبَباً *

[101] الممتحنة: 5 ـ 7.