تعني المواجهة: المقابلة([477]). والمواجهة هي مقارعة الإرهاب بالقوة ليتسنى إزالة آثاره بعد عدم جدوى الحلول السلمية أو فوات فرصها، وعندئذٍ تصبح المواجهة إجراءً ضرورياً لإعادة الحياة الطيبة والطبيعية «إنّ الحديد بالحديد يفلح»، والمواجهة للإرهاب ليست وظيفة دائمة، وإنّما هي مسؤولية تمليها الظروف غير الإنسانية على المسلمين بوجه عام([478]).

أسباب مواجهة الإرهاب

عندما يستولي الخوف على الناس بعد تراكم أسباب متعددة في أحقاب التأريخ وتجمعها في زمن معين، فإنّها ستشكل حقيقة مهيبة ومرعبة لبني البشر، وتأخذ من الإنسان إنسانيته وفطرته، ومن أجل هذا سينبري الإمام المهدي( عجل الله تعالى فرجه الشريف) حين ظهوره بقوة لاتلين ولا تفتر لمواجهة الإرهاب الذي يتكون ويتشكل تحت ظلال تلك الأسباب، والتي نذكرها، كما يلي:

أ - التراجع والانحدار: التراجع لغة هو: «العود على ما كان منه البدء»([479])، أمّا الإنحدار من الحـَدر«من كلّ شيء تحدره من علو إلى

[477] لسان العرب، ابن منظور، ج15، ص226.

[478] الامام المهدي في مواجهة الإرهاب، ص55.

[479] معجم مقاييس اللغة، ابن زكريا، ج1 ص493.