وعليه فإنّ المستفاد من بعض هذه الأحاديث وغيرها، أنّ الإستقرار النفسي
والطمأنينة ساعة انعقاد النطفة لها أكبر الأثر على سلامة انعقاد النطفة، ويقول الإمام
عليٌّ عليه السلام: «إنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها شيء إلا قبلته»([246])،
ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنّ:«من وُلد له مولود فليؤذن في أذنه
اليمنى بأذان الصلاة، وليقم في اليسرى، فإنها تعصمه من الشيطان الرجيم»([247]).
فإذن ينبغي على الأمّ أن تهتم في هذه الفترة بالإيمان والصلاة والحب والتقوى
والشجاعة وغير ذلك من الصفات التي تكمل الطفل، وان لا تتخذ الخصال الذميمة -
الغيبة والنميمة والبهتان والكذب والخيانة والذنوب ـ بشكل عام؛ لأنّها تؤثر في
لبنها، واللّبن يؤثر في طفلها، ولقد قيل لأم الشيخ الأنصاري:«بارك اللَّه لك في
تربيتك؛ لابنك الذي أفاد المجتمع الإسلامي... فكانت تجيب: كنت أتوقع أكثر من ذلك
فيه، فلقد أرضعته عامين كاملين، لم أرضعه إلاّ وأنا على طهارة»([248]).