زينبُ التُقى وعلُوِّ المَحتِد
شريكةُ الشهيد في الوغى
صرختْ في وجه الأثيم
حامت عن سبيِ النبوة
قرَّعت آذاناً بها صممٌ
بنتُ الأكرمين من العُرْبِ
كريمةٌ رضعتْ من ثديِ
يكفيها الخلودُ أمُّ هاشمٍ
تقدستْ بمقامها الطهورِ بِقَاعٌ
خلًّدتْ للعقيدة الغرَّاء مَلحمةً
عقيلةُ الطهر سبيَّةُ الإباءِ
أمُّ أخٍ في مصارعه
أنشودةُ مجدٍ رددتها أكوانٌ
هي صرخةٌ أكملت مسيرةً
صاغ لها التاريخُ عرشاً
وفي الجنانِ لها الحُظوةُ

عبرةُ الدهور والفِدا زينبِ
ورافعةُ رايةٍ لا تُغلبِ
فزلزلت له عرشاً متقلِّبِ
كَلَبُؤَةٍ للضُرِّ لم تَرهبِ
وخاطبت ضمائرَ لا تخاطَبِ
وريثةُ شمائلِ الجَدِّ والأبِ
عِصمةٍ زانها الأصلُ الطيبِ
حملُ راية الشهيد المعذبِ
وتشرفتْ أراضينُ لها تُنسبِ
صارت بها الأمثالُ تُضربِ
وريثةُ مجدٍ لا يغرُبِ
وكفيلةُ سليلهِ الأسيرِ المُتعبِ
وبطولةٌ لها القلوبُ تطربِ
قادها السِبْطُ بالدرب الأصعبِ
في حنايا الصدورِ الأرحبِ
سيدةٌ للشهيدات ووحيٌ مُلْهبِ