نام کتاب : الاربعين: وفلسفة المشي الى الحسين عليه السلام نویسنده : الشيخ حيدر الصمياني جلد : 1 صفحه : 225
والكرامة، أما الظواهر التي عايشناها خلال المسير فكانت كثيرة
لا تحد، وقد تحدثت عنها في إذاعة العتبة الحسينية المقدسة وقلت إنه على امتداد
المسير لثلاثة أيام لم نلاحظ مشاجرة واحدة.. النفوس صافية.. والتعامل راق، والكرم
فائض إذ كانت المضافات والموائد متراصة لمسافة مئات الكيلو مترات ووصفتها بأطول
بوفيه في العالم.. وقد سمعنا العجب العجاب عن قصص هذه الموائد منها أن البعض يقتر
على أسرته طوال العام كي يوفر بعض المال يمكنه من إضافة الزائرين بما يقدر عليه،
وما يلفت النظر من ظواهر جميلة بأن أصحاب الطاولات يعترضون طريقك فاتحين أذرعهم
وهم يرحبون بك بعبارة «تفضل يا زاير» وكل طاولة عليها أنواعاً مختلفةً من الطعام والضيافة
والحلويات والمشروبات وكل ما يطلبه الزائر.. ولفت نظري عبارة لا أزال أتحدث عنها
إذ كتب أحدهم على أحد جوانب طاولته: «كل خادم ذليل إلا خادم الحسين عليه السلام
سلطان» لا أحد يغضب.. وما يطلبه الزائر يقدم له على الفور وبأريحية فائقة مما
يشعر بأن سمو هذه الشعيرة يضفي على نفوس وأخلاق الجميع هذا المستوى الراقي من
التعامل الإنساني العذب، وهكذا فإنه قبل الوصول إلى كربلاء ينتظر الزائرين
المتعبين شبان إلى جانب حصر وبأيديهم أجهزة تدليك كهربائية يمررونها على العضلات
فتزيل تعبها، كما يدلك بعضهم
نام کتاب : الاربعين: وفلسفة المشي الى الحسين عليه السلام نویسنده : الشيخ حيدر الصمياني جلد : 1 صفحه : 225